الإعجاز العلمي: استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان

الإعجاز العلمي والنفسي في حديث: "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان"

« اسْتَعِينُوا عَلَى قَضَاءِ حَوَائِجِكُمْ بِالكِتْمَانِ، فَإِنَّ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُودٌ »

يُعدّ هذا الحديث الشريف قاعدة نبوية عظيمة في الإدارة الذاتية والتخطيط لتحقيق الأهداف، حيث يوجّهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فضيلة **الكتمان** كسبيل للنجاح. إنّ الإعجاز في هذا التوجيه لا يقتصر على الجانب الروحي أو الاجتماعي، بل يمتد ليشمل أبعاداً نفسية وعلمية حديثة تؤكد حكمة هذا القول.

📚 البعد النفسي (طاقة الإنجاز)

أثبتت دراسات علم النفس الحديثة، وتحديداً في مجال التحفيز والإنجاز، ما يسمى بـ "فخ الإعلان المبكر". فعندما يُعلن الشخص عن أهدافه قبل الشروع في العمل عليها، فإنّ عقله الباطن يشعر بنوع من **الإشباع المبكر** أو تحقيق وهمي للهدف. هذا الإشباع الوهمي يقلل من دافعية الفرد وقوته الضاغطة لإتمام العمل الفعلي، ظناً منه أنه نال التقدير والاعتراف قبل بذل الجهد اللازم.

**الكتمان** في هذا السياق يصبح أداة نفسية للحفاظ على **طاقة الدافعية**، حيث يبقى الهدف محفزاً ومطلوباً للإنجاز الحقيقي، ويبقى التقدير مؤجلاً حتى يتحقق الهدف بالكامل.

🛡️ البعد الاجتماعي والأمني (درء المحسوب)

يُشير الحديث صراحة إلى العلة بقوله: "**فَإِنَّ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُودٌ**". وهذا يلامس جانبين مهمين: **الجانب الروحي** المتمثل في درء شرّ العين والحسد، و**الجانب الاجتماعي العملي** المتمثل في تجنّب المعوّقات البشرية.

قد يؤدي الإفصاح المبكر عن الخطط إلى ظهور منافسين أو معارضين أو حتى مثبّطين، سواء بقصد أو بغير قصد، مما يزيد من صعوبة تنفيذ الخطة وربما يؤدي إلى فشلها. الكتمان هو بمثابة **تأمين للخطة** من التدخلات الخارجية غير المرغوب فيها حتى تقوى وتشتد، لتظهر للناس وهي في أبهى صور الإنجاز.

🔑 خلاصة الإعجاز

يُقدّم الحديث الشريف منهجاً متكاملاً للنجاح يتضمن بعدين أساسيين: **بعد نفسي ذاتي** يحافظ على الدافعية وقوة الإرادة، و**بعد اجتماعي خارجي** يحمي الخطط من المنافسة والمعارضة والحسد. وهذا التوجيه النبوي يتوافق تماماً مع أحدث نظريات علم النفس والإدارة، مما يؤكد الإعجاز في قوله صلى الله عليه وسلم.

كتابة: خبير البرمجة (نموذج توضيحي)

تعليقات